ABU-RUBA Admin
عدد المساهمات : 171 تاريخ التسجيل : 02/01/2012 العمر : 55
| موضوع: مصطفى السباعى 24 الأربعاء فبراير 08, 2012 3:12 pm | |
| بمَ يكون الغضب لله؟ لا يكون الغضب لله إلا بثلاث: أن لا يفرق فيه بين قريب وبعيد، وأن لا يغير منه ترهيب ولا تهديد، وأن لا يكون للنفس فيه دافع من شهرة أو انتقام.
بمَ يكون الجهاد؟ لا يكون الجهاد في سبيل الله إلا بثلاث: أن تكون الشهادة فيه أحلى من السلامة، وأن يكون خمول الذكر فيه أحب من الشهرة، وأن يكون النيل من جسم العدو أحب من النيل من أرضه وماله؛ إلا أن ترجى هدايته أو منفعته.
بمَ يقع التواضع موضعه؟ لا يقع التواضع موضعه إلا بثلاث: أن يكون من تتواضع إليه مستحقاً لهذا التواضع، وأن يكون عارفاً بقيمته، وأن لا يلتبس التواضع بالذلة عند من يشاهدونه.
بمَ ينبل السخاء؟ لا ينبل السخاء إلا بثلاث: أن لا يكون جزاء لمعروف، وأن لا يكون ارتقاباً لمعروف، وأن تكون الرغبة في ثواب الله عليه أقوى من ثناء الناس فيه.
بمَ تحمد الشجاعة؟ لا تحمد الشجاعة إلا بثلاث: أن تكون لمصلحة عامة، وأن تكون لغرض كريم، وأن لا تكون أمام جبان لئيم.
بمَ يعظم الشرف؟ لا يعظم الشرف إلا بثلاث: بسطة في اليد، ونبل في الخلق، وإشراق في الروح.
بمَ يحفظ المال؟ لا يحفظ المال إلا بثلاث: جمعه من غير ظلم، وإنفاقه في غير سرف، وإمساكه من غير شح.
بمَ ينفع الحلم؟ لا ينفع الحلم إلا بثلاث: أن يكون عن قدرة، وأن يقع على كريم، وأن يؤدي إلى خير عميم.
كثرة.. وقلة لي أصدقاء كثيرون وليس لي إلا بضعة إخوان.
حين يساء فهم الدين حين تضيع معاني الدين وتبقى مظاهره، تصبح العبادة عادة، والصلاة حركات، والصوم جوعاً، والذكر تمايلاً، والزهد تحايلاً، والخشوع تماوتاً، والعلم تجملاً، والجهاد تفاخراً، والورع سخفاً، والوقار بلادة، والفرائض مهملة، والسنن مشغلة. وحينئذ يرى أدعياء الدين، عسف الظالمين عدلاً، وباطلهم حقًّا، وصراخ المستضعفين تمرداً، ومطالبتهم بحقهم ظلماً، ودعوة الإصلاح فتنة، والوقوف في وجه الظالمين شرًّا. وحينئذ تصبح حقوق الناس مهدرة، وأباطيل الظالمين مقدسة، وتختل الموازين، فالمعروف منكر، والمنكر معروف. وحينئذ يكثر اللصوص باسم حماية الضعفاء، وقطاع الطرق باسم مقاومة الظالمين، والطغاة باسم تحرير الشعب، والدجالون باسم الهداية والإصلاح، والملحدون بحجة أن الدين أفيون الشعوب.
فضل المال المال يكشف زيف النفوس، وزغل القلوب، ومرض الضمائر، وانحلال الأخلاق.
كذب الداعية من علامة كذب الداعية: غرامه بالترف والرفاهية، وجوعه إلى الشهوة واللذة، والتصاقه بالخائنين والمفسدين.
الحق والباطل الحق الذي يستنصر بالباطل، يسيِّره الباطل كما يشاء.
الشهوة مفتاح الشهوة مفتاح الشيطان لقلوب المستقيمين.
الشهوة ومضارها الشهوة عقبة تمنع المريدين من الوصول إليه، وحجاب يحول دون الواصلين عن شدة القرب منه، وظلمة تفر منها بصيرة العارفين، وشبكة يعصم الله منها قلوب المقربين.
مناجاة! إلهي! جلت رحمتك عن أن تترك المحزونين صرعى آلامهم حتى يدركهم اليأس، وجلت قدرتك عن أن تدع المصابين أسارى محنتهم حتى يدركهم الفناء، وجلت حكمتك عن أن تبتلي الطائعين بما يعجزهم عن طاعتك، وتمد الفاجرين بما يغريهم بعصيانك، إلا أن تكون ادخرت للعاجزين خيراً من ثواب طاعتهم، واستدرجت الفاجرين بما يضاعف عقوبتك لهم على قبيح عصيانهم، وجلت عدالتك عن أن تعاقب المقصرين النادمين على تقصيرهم، وتترك الغاوين السادرين في غوايتهم، وجلت صمديتك عن أن لا يجد في حماك المستغيثون ملاذاً مهما عظمت جريرتهم، وجلت وحدانيتك عن أن تلجئ الحيارى إلى غير بابك، أو أن تسقي السكارى غير شرابك، أو أن ترد القاصدين إليك عن شرف الوصول إلى قدس أعتابك، يا من أمد الحمل في ظلمات الرحم بما تتم به حياته، وأمتع الرضيع ببصره وسمعه وعقله بعد أن كان لا يملك منها شيئاً، يا من أبدع السموات والأرض، وسخر ما فيهما للإنسان، وكل شيء عنده بمقدار، يا من وسعت رحمته كل شيء، أبسط يد الرحمة لعبادك الذين سدت في وجوههم أبواب الخلاص إلا أن يكون عن طريقك، وأسبغ على نفوسهم برد الرضى بقضائك، والصبر على بلائك، وأمدهم بالعون على ما هم فيه، حتى يخلصوا إليك راضين عنك راضياً عنهم، وعوضهم خيراً مما أخذت منهم، وأنزلهم داراً خيراً من دارهم، وآنسهم بجوار خير من جوارهم، وأحباب خير من أحبابهم، وأخلفهم فيمن خلفوا من فلذات أكبادهم، إنك نعم الخليفة في الأهل والولد، وأنت نعم المولى ونعم النصير.
هموم الغد لا تثقل يومك بهموم غدك؛ فقد لا تجيء هموم غدك؛ وتكون قد حرمت سرور يومك.
الخير والشر الخير حمل وديع، والشر ذئب ماكر، فانظر هل يسلم الحمل من الذئب، إلا أن وراءه قوة تحميه؟.
مصيبة الحق في جنوده أعظم مصيبة للحق في جنوده اليوم: فتور عزائمهم، وقد كانوا في صدور الإسلام يكهربون الدنيا بنبضات قلوبهم.
رقة القلب قد تمرض إذا أمرضتك رقة القلب ودقة الإحساس، فشفاؤك في قساوة قلبك، واستعن على ذلك بأن تذكر أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن حزنك وألمك لا يدفعان المقدور، ولكن يزيدان في مرضك وآلامك.
ستة تهون المصيبة ستة أشياء إذا ذكرتها هانت عليك مصيبتك: أن تذكر أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن الجزع لا يرد عنك القضاء، وأن ما أنت فيه أخف مما هو أكبر منه، وأن ما بقي لك أكثر مما أخذ منك، وأن لكل قدر حكمة لو علمتها لرأيت المصيبة عين النعمة، وأن كل مصيبة للمؤمن لا تخلو من ثواب أو مغفرة، أو تمحيص، أو رفعة شأن، أو دفع بلاء أشد، وما عند الله خير وأبقى.
طبيعة المرأة المرأة هي المرأة، منذ حواء حتى تنتهي الحياة على الأرض: زينتها حياتها، ومن ثمة فحياة البيت بأن تكون زينته، وحياة المجتمع بأن تكون أنثاه فحسب، وكل كلام غير هذا عبث، ترده طبيعة المرأة نفسها.
يأكلون أنفسهم الذين يتجاوزون حدود الخلق والدين في جمع الأموال، يأكلون أنفسهم وهم لا يشعرون.
أيهما أقل سوءاً ترى أيهما أحسن أو أقل سوءاً: صالح لا ينهض لواجب، أم طالح يؤدي الواجب على غير وجهه؟!
علامة صدق الأخوة إذا أردت أن تختبر صدق أخ في مودته، فمد يدك إلى جيبه، ثم انظر إلى وجهه وعينيه [1] .. ولا حاجة بك بعد ذلك إلى دليل.
قلة وكثرة لا تغتر بكثرة من ترى حولك من المعجبين والمحبين في أيام الرخاء، فقد لا ترى منهم في أيام المحنة إلا نصف أخ أو ربعه، أما أنا فلم أجد في ألوفهم غير بضعة إخوان.
مولود جديد! مولود جديد أطل على الدنيا باكياً.. لم يشعر به إلا أبواه وأقرباؤه.. ولكنه زاد في ميزانية والده نفقات، فزاد في ميزانية الدولة نفقات، فزاد في ميزان الدفع والمقايضة العالمي،.. وزاد في استهلاك المواد الغذائية في العالم،.. وزاد في عدد سكان كوكبنا المتحرك، الذي يئن بسكانه الحاليين... وزاد .. وزاد .. هذا المولود الصغير.. الذي لم يشعر بولادته إلا أفراد قلائل.
بكاء الوليد لمَ ولد باكياً مع أنه فارق الظلمة إلى النور؟ وضيق الرحم إلى سعة الدنيا؟ قالوا لأنه فارق مكانه الذي ألفه.. وما هو بذلك، ولكنه تألم، لأنه عانى ضغط الخروج على أعضائه الغضة اللدنة، فصرخ.. ضغط عليه فتألم فصرخ.. هذه هي طبيعة الإنسان الحي، بل قل: إنها أول ما يبدو من طبائع الإنسان وخصائصه منذ أن يستقل في وجوده عن أي إنسان آخر... فالشعور بالحرية ملازم لشعور الإنسان بالحياة.. والشعور بالاضطهاد ملازم لشعوره بالحرية.
خواطر حول مولود يا وليدي الجديد! لست أدري لِمَ لم أفرح كثيراً بولادتك، كما فرحت بإخوتك وأخواتك؟ أهو لأني مريض متألم؟ أم لأني حزين متشائم؟ أهو لأن معين السرور قد غاض في نفسي، فما عدت أشعر بدواعي الفرح تهزني كما كانت من قبل؟ ولمَ ذلك؟ ألأني فارقت الشباب؟ أم لأني أتحرك وأحس وأعمل بنصف ما يعمل الرجل الصحيح ويحس ويتحرك؟ أم لأن تجارب الحياة علمتني أن أكثر أفراحنا من صنع أوهامنا، وأكثر ملذاتنا تولد في خيالاتنا قبل أن تشعر بها جوارحنا؟ أم لأن الزمان الذي نعيش فيه كثر هرجه، والأرض التي نسرح عليها كثرت فتنتها، والأمة التي ننتمي إليها أثخنتها جراحها؟. لا يا وليدي الحبيب! ما أحسب ذلك كله الذي خفف من فرحتي بقدومك، وقد يكون بعض ذلك من بعض، ولكن أمراً واحداً قد يكون أقوى أثراً من كل ما ذكرت، ذلك أني منذ أصبت بهذا المرض – منذ خمس سنوات وشهر تقريباً – وأنا أفكر في عجزي عن تربية إخوتك وأخواتك كما أحب: جنوداً في سبيل الله، ليوثاً في نصرة الحق، بحوراً في فعل الخير، زهرات فواحة في حسن الأحدوثة وجميل الأثر، وها أنت يا بني زدتهم واحداً فأصبحتم ستة، فإن يحل بيني وبين ما أحب لكم، أمر من الله قضاه، فبحسبي هدوءاً أن أعتقد أن لكم عند الله طريقاً أمضاه، ولو أني كنت في مقتبل العمر وعنفوان الشباب، وربيع الفتوة لما استطعت أن أنقض ما أبرم فيكم، أو أحول ما أراد لكم، وبحسبي نبية الخير وإن لم أستطعه، وعزم الرشد وإن عجزت عنه، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
فرح الزوج الزوج الوفي المحب يفرح بولادة زوجته مرتين: مرة لأنها ولدت له مولوداً، وأخرى لأنها سلمت في ولادتها، ولن أنسى فقد أخت حبيبة وهي على فراش الولادة يرحمها الله، لقد عرفت يومئذ معنى اللوعة على فقد الأحبة، لأول مرة في حياتي، ولأول مرة أبكي عن أبي مع أبي يرحمه الله، وقد هدَّه الحزن عليها، وهو شيخ كبير، وأنا بعد لم أعرف معنى الأبوة ولا دخلت عتبتها، فما أشد فرحة الزوج الأب بولادة زوجته الأم، وسلامتها له ولأطفاله الذين ما يزالون كأفراخ القطا!.
الولد والأم أما والله لا أعرف في الدنيا جزاء يمكن أن يكافئ الولد به أمه، لأني لا أعرف في الدنيا إنساناً أحسن إلى الولد وعرض حياته وراحته وسلامته من أجله، كما فعلت له أمه.. ومع هذا يضيق بها ذرعاً حين تكبر وتهرم! يا للعقوق!.. يا للكفران.
القسوة على المرأة ما أقسى أفئدة الذين يريدون للمرأة أن تعمل لتكسب قوتها، وهي تعاني من شدائد الحمل والولادة والحضانة والإرضاع لطفل واحد، بله أطفال آخرين، وغير شؤون البيت وأعبائه! ما أقسى أفئدتهم وأغلظ أكبادهم! ولولا الحياء لقلت إنهم متوحشون، يتلذذون بتعذيب المرهقين! واستعباد المستضعفين!.
ريحانة الدنيا الزوجة المؤمنة العفيفة، الولودة الودودة لزوجها وأطفالها، ريحانة الدنيا كما رأينا، وأنا لا أشك في أنها ستكون ريحانة الآخرة كما علمنا..
فضل المرأة المسلمة رضي الله عن أمهاتنا وزوجاتنا المتفيئات ظلال الإسلام، العاملات بأحكامه، فوالله ليوم من أيام الواحدة منهن، يعدل في إنسانيته وجلاله وطهره، عمراً كاملاً من أعمار أولئك اللاتي يتفيأن ظلال هذه الحضارة الفاجرة الغادرة المتمردة المبدلة لصنع الله.
دهشة! أنا لا أزال في دهشة من أمر الأعرابيات في حملهن وولادتهن.. إنها لفي شهرها التاسع وهي أشد ما تكون ثقلاً وعناء بجنينها، وهي مع هذا أشد ما تكون إمعاناً في عملها أو ترحالها في الصحاري والقفار، حتى إذا جاءها المخاض، تنحت عن الطريق قليلاً، فولدت وقطعت حبل السرة لوليدها بالحجر، ثم لفته وألقته على ظهرها وتابعت السير، كأن شيئاً لم يحدث، ولا يعلم أحد ممن في الركب من أمرها شيئاً. ونساؤنا المدنيات تحشد لولادتهن القابلة أو الطبيب، والمساعدة من ممرضة أو قريبة، وتسعف أثناء المخاض بكل ما وصل إليه الطب الحديث من وسائل التيسير وتخفيف الآلام، وتعقيم الأدوات والآلات والأربطة والعلاجات، فإذا ولدت ظلت في فراشها في البيت أو في دار التوليد أياماً لا تغادر سريرها إلا لماماً، وتظل بعد ذلك أياماً أُخر لا تأتي من أعمال البيت إلا بأيسرها وأخفها، والكل يشفقون عليها أن تنزعج أو ينزعج الوليد مدة نفاسها، خشية أن ينالها ما لا تحمد عقباه. فما السر في هذا الفرق العجيب بين المدنيات والبدويات؟! أهو ترف الحضارة الذي يضعف في الجسم المقاومة؟ وخشونة البداوة التي تقوي فيه المناعة والقدرة على تحمل المشاق؟ فإن كان هذا هو سر الفرق بين الأمِّين، فما هو سر الفرق بين الوليدين؟ أيولد ابن البدوية محصناً ضد الضعف والمرض، فلا يتعرض لما يتعرض له أطفال المدن بعد ولادتهم، مما يحتاجون معه إلى عناية الطبيب وسهر الأم أو الحاضنة؟ وإن كان هذا صحيحاً، أفليست البداوة أسلم عاقبة من الحضارة، وأكثر سلامة، وأوسع أمناً؟ وهل يتساوى ما تسلبه منا الحضارة مع ما تمنحنا إياه؟ أيًّا ما كان الأمر فلن نفضل البداوة على الحضارة! إن الإنسانية لن تتطلع إلى الوراء.. البعيد.. البعيد.
تطاول وغرور بدء حياة الإنسان ونهايتها مما حارت فيه عقول الفلاسفة منذ عرف تاريخ الفكر الإنساني حتى الآن، ومع ذلك فهذا الإنسان الذي لم يعرف كيف تبدأ حياته وكيف تنتهي، يريد أن يعرف كنه الله وأين هو؟ ويتساءل: لمَ لا يراه؟ يا لغرور الجاهلين!.
فضل الأم وجحود الولد ليس في الدنيا إنسان يتحمل العذاب راضياً مختاراً في سبيل غيره، كالأم في سبيل ولدها، وليس في الدنيا إنسان يتعرض للجحود ونكران الجميل، كالأم من ولدها، وهذا من أعجب مفارقات الحياة.
مرارة الغدر الغدر لا يثمر إلا مرًّا، وأول من يغص به آكله.
أمران أمران لا يدومان في إنسان: شبابه وقوته، وأمران لا يتغيران في إنسان: طبعه وشكله، وأمران يكبران معه: عقله وعمله، وأمران يصغران كلما كبر: حافظته، وجلده، وأمران لا يخجل منهما أي إنسان: ملء معدته، وقضاء حاجته، وأمران يخجل منهما كل إنسان: السرقة والخيانة، وأمران ينفعان كل إنسان: حسن الخلق وسماحة النفس، وأمران يضران كل إنسان: حسد ذوي النعم والحقد على أهل المواهب، وأمران تضر الزيادة فيهما والنقصان: الطعام والشراب، وأمران تضر الزيادة فيهما ويحسن النقصان: العادة والتقاليد، وأمران تحسن الزيادة فيهما ويضر النقصان: العبادة والإحسان، وأمران يضران صاحبهما مادياً وينفعان الناس: بذل المال في المكارم وبذل الحياة في سبيل الله، وأمران ينفعان صاحبهما مادياً ويضران الناس: الاحتفاظ بسر المهنة والاحتفاظ بنجاح التجربة، وأمران يحبهما كل الناس: المال والجمال، وأمران يكرههما كل الناس: الظلم والفساد، وأمران يولع بهما كل إنسان: النفس والولد، وأمران يجزع منهما كل إنسان: الفقر والموت، وأمران يجري وراءهما كل الناس: الوهم والخيال، وأمران يفر منهما كل الناس: المرض والجوع، وأمران يحب أن يراهما كل الناس: البطل والمهرج، وأمران يحب أن يساكنهما كل واحد من الناس: الصحة والسرور، وأمران يحب أن يسمعهما كل واحد من الناس: الصوت الحسن والبشارة الحسنة، وأمران يحب أن يحوزهما كل واحد من الناس: الشهرة وثناء الناس.
الذوق موهبة الذوق موهبة وراء العقل والفطنة والذكاء، وهو لهذه كالملح للطعام، والروح للجسم، وكثيرون هم الذين فشلوا في الحياة، لفقدانهم هذه الموهبة، من غير أن ينقصهم علم أو ذكاء.
________________________________________ [1] كناية عن أثر استجابته لحاجتك إلى ماله.
| |
|